اختتمت منظمة القانون من أجل فلسطين برنامجا تدريبيا مكثّفا في مناهج البحث القانوني وكيفية كتابة ونشر أوراق قانونية في المجلات الأكاديمية العالمية المعتبرة، وذلك بحضور 24 متدربا من باحثي الماجستير والدكتوراه في العالم العربي وأوروبا وكندا.
وقام بتدريب المشاركين نخبة متقدمة من الخبراء القانونيين وأصحاب التجربة في المجال، وهم د. معتز قفيشة، وهو أستاذ القانون الدولي وأكثر أساتذة القانون في الجامعات الفلسطينية تصنيفاً ضمن قاعدة سكوبس وقاعدة هاين أونلاين، وأكثر أساتذة فلسطين اقتباساً ضمن جوجل سكولر، حيث ألف ستة كتب وما يناهز 50 بحثاً محكما نُشرت في مجلات دولية.
وإلى جانب قفيشة، شاركت في التدريب د. ملكة شويخ، وهي أستاذة مشاركة في مجالات السلام والنزاعات في قسم العلاقات الدولية بجامعة “سينت أندروز” في اسكتلندا، بالإضافة إلى كل من معين عودة، وهو باحث دكتوراة في مجال السلام وحل النزاعات في جامعة جورج ماسون في الولايات المتحدة وعضو شبكة السياسات الفلسطينية، وحسان بن عمران، عضو مجلس ادارة منظمة القانون من أجل فلسطين ومدير العيادة القانونية فيها.
وبحسب هبة بعيرات، المديرة التنفيذية لمنظمة القانون من أجل فلسطين، فقد جاء هذا البرنامج التدريبي للمساهمة في مواجهة وتخفيف النقص الحاد في الأبحاث القانونية من المنطقة العربية والتي تُنشر في المجلات العالمية ويكون لها تأثير، مشيرة إلى أن دراسة سابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو تبين أن عدد الباحثين في الوطن العربي بأكمله هو (136) باحث لكل مليون شخص، مقارنة مع (1395) في اسرائيل، و(2439) في الاتحاد الأوروبي، و (4374) في أمريكا.
ولفتت بعيرات إلى أن البرنامج هو أحد البرامج الرائدة والنادرة في المجال، وقد ركّز على المعرفة والتدريب العملي للمشاركين لكي يتمكنوا من أدوات الاستنباط القانوني والمساهمة الفعّالة في الكتابة والنشر القانوني المعتبر، وتناول المسائل التي تهم الباحث ابتداء من طرح التساؤلات الصحيحة وفهم عناصر البحث الأكاديمي وكيفية الوصول للمراجع والتوثيق باستخدام برامج متخصصة، وانتهاء بإجراءات التحكيم وتحديات النشر في المجلات الأكاديمية ذات السمعة العالية.
ركّز البرنامج على المعرفة والتدريب العملي للمشاركين لكي يتمكنوا من أدوات الاستنباط القانوني والمساهمة الفعّالة في الكتابة والنشر القانوني المعتبر
وقالت بعيرات إن المشاركين في البرنامج سوف يتلقون دعماً فنياً وأكاديميا من قبل المنظمة لمدة شهرين من أجل مواكبتهم أثناء كتابتهم البحثية وصولاً إلى قيامهم بالنشر في مجلات أكاديمية وعلمية ذات تأثير دولي.
من جانبها، قالت منى أبو عمارة، وهي دبلوماسية وباحثة ماجستير في العلاقات الدولية في كندا وإحدى المتدربات في البرنامج، إن الميزة في البرنامج أنه كسر حاجز الجغرافيا والمكان واللغة، وقدم معلومات غاية في الأهمية والإثراء بصورة سلسة وواضحة يستفيد منها الباحثون والنشطاء.
وقال 80% من المشاركين في البرنامج، شاركوا في استبيان أجرته المنظمة، إنهم وبعد انتهاء البرنامج يعتقدون أنهم أصبحوا أقدر وأجرأ على الكتابة البحثية لغايات النشر في مجلات علمية محترمة، فيما اعتبر 75% أن البرنامج مقارنة مع برامج سابقة كانوا حضروها في هذا المجال كان ممتازاً أو جيداً جدا.