منذ قرابة شهرين، تتعرض غزة لغارات جوية لا هوادة فيها، استهدفت المدنيين والبنية التحتية الحيوية –المستشفيات، ومرافق الأمم المتحدة، والبيوت، والمواقع الدينية. إن تصرفات إسرائيل، بما في ذلك قطع الإمدادات الأساسية، والتهجير القسري، والخطاب الذي يرفع الصفة الإنسانية عن الناس، لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل قد تشكل أيضًا إبادة جماعية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي.
هذه الأفعال هي جزء من نمط تاريخي من الظلم الجسيم في جميع أنحاء فلسطين –المستوطنات غير القانونية، وعنف المستوطنين، والتهجير القسري، والظروف المعيشية غير الكريمة، والمحو الثقافي، وتدمير البنية التحتية. إن فهم هذا السياق الأوسع أمر بالغ الأهمية لفهم تصور جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
ورغم أن مصطلح “الإبادة الجماعية” كان مقتصراً في البداية على منظمات وباحثين محدودين في مجال حقوق الإنسان، إلا أنه بات يكتسب زخما عالميا بسبب الوضع الحالي في غزة. وتؤكد العريضة التي وقّعها 800 عالم، والإجراءات القانونية التي تم اتخاذها، ونداءات خبراء الأمم المتحدة، خطورة الوضع، وتؤكد الحاجة الملحة للتدخل العالمي.
واستجابة لهذه التطورات الهامة، من الضروري أن يتصرف المجتمع الدولي بسرعة، وأن يلتزم بمسؤوليته القانونية عن منع جريمة الإبادة الجماعية، على النحو المنصوص عليه في كل من اتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي. وينبغي لشعار “لن يحدث ذلك مرة أخرى” أن يوجه العمل العالمي الحالي.