في حلقة نقاش هامة نظمتها اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف (CEIRPP) في الأمم المتحدة في نيويورك في 12 ديسمبر/كانون أول 2023، أكدت القانون من أجل فلسطين على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لمنع استمرار عنف الإبادة الجماعية في غزة. وترأس المناقشة سفير جمهورية إندونيسيا لدى الأمم المتحدة، تاتا ناصر، وعُقدت تحت عنوان “حرب 2023 على غزة: مسؤولية منع الإبادة الجماعية”، وجمعت خبراء لتسليط الضوء على الوضع المزري في غزة.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين كانت هانا بروينسما، باحثة قانونية في منظمة القانون من أجل فلسطين. ركزت مداخلتها على التحليل القانوني لجريمة الإبادة الجماعية، بما في ذلك جوانب الفعل الإجرامي والقصد الإجرامي للجريمة. كما سلطت بروينسما الضوء على قاعدة البيانات الواسعة التي أنشأتها منظمة القانون من أجل فلسطين، والتي تتكون من أكثر من 500 بيان تظهر نية الإبادة الجماعية، غالبًا صدرت عن أولئك الموجودين في مناصب عليا في إسرائيل. ودعت بروينسما الدول الـ152 التي وقعت على اتفاقية الإبادة الجماعية إلى التحرك في هذه اللحظة حاسمة، حيث أكدت على المسؤولية الجماعية للعمل ضد مثل هذه الفظائع.
وقدم الدكتور راز سيغال، الأستاذ المشارك في دراسات المحرقة والإبادة الجماعية، مساهمة مفيدة، حيث تعمق في مسألة تطبيع لغة الإبادة الجماعية داخل هياكل القيادة الإسرائيلية. وكشفت رؤيته عن عن الأسس النفسية المخيفة التي غذت الأزمة.
وقد شارك جهاد أبو سليم، المدير التنفيذي لصندوق القدس، تجاربه الشخصية المؤثرة عن الحياة الحالية في غزة، مما أضاف بعدًا إنسانيًا عميقًا للمناقشة. وسلطت روايته عن فقدان أصدقائه المقربين والمعاناة التي تحملتها عائلته الضوء على الحياة الحقيقية للناس والتي تأثرت بالحرب المستمرة.
وأكدت كاثرين غالاغر، كبيرة المحامين في مركز الحقوق الدستورية، بقوة على تواطؤ الدول في جريمة الإبادة الجماعية. وكان تأكيدها على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراء من جانب الدول بمثابة نداء واضح، مشددة على أن التقاعس عن العمل في مواجهة مثل هذه الجرائم أمر لا يمكن الدفاع عنه.
وتزامنت حلقة النقاش مع لحظة محورية في الأمم المتحدة، حيث صوتت الجمعية العامة، خلال جلسة طارئة، بأغلبية ساحقة على قرار لصالح وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة. وقد أبرز هذا التطور مدى إلحاح رسالة الندوة وأهميتها.
ولمن فاتته الندوة، التسجيل الكامل متاح هنا: انقر/ي