في ندوة رفيعة المستوى: ملتقى القانونيين من أجل فلسطين ناقش مفهوم معاداة الفلسطينية (العنصرية ضد ما هو فلسطيني): الدوافع والمظاهر والحلول

المملكة المتحدة – 18 آب (أغسطس) 2022: نظمت منظمة القانون من أجل فلسطين وبالشراكة مع منظمة النهضة العربية للحقوق والتنمية (ARDD) وضمن الندوات الشهرية ل “ملتقى القانونيين من أجل فلسطين”، ندوة عبر الإنترنت بعنوان “مفهوم معاداة الفلسطينية (العنصرية ضد ما هو فلسطيني): الدوافع والمظاهر والحلول”. وألقت الندوة الضوء على أهمية مفهوم مناهضة العنصرية ضد ما هو فلسطيني APR كمصطلح يغطي الأشكال المتنوعة للعنصرية والتمييز ضد الفلسطينيين وأولئك الذين يدافعون عن الحق الفلسطيني من مختلف دول العالم.

وعُقدت الندوة يوم الخميس 18 أغسطس 2022 عبر تقنية Zoom واستضافت كلا من أبيجيل ب.باكان، الأستاذة في قسم العدالة الاجتماعية (SJE) في OISE ومركز آن تانينباوم للدراسات اليهودية بجامعة تورنتو، و دانية مجيد، المؤسسة المشاركة ورئيسة رابطة المحامين العرب الكنديين، و رمزي بارود: صحفي أمريكي-فلسطيني وكاتب دولي ومحرر موقع فلسطين كرونيكل (1999 حتى الآن).

هذا إلى جانب 40 من الباحثين والأكاديميين والمحامين، بمن فيهم أستاذة العلوم السياسية بجامعة ألبرتا (كندا) والتي لها العديد من المنشورات حول العنصرية ضد الفلسطينيين، ياسمين أبو لبن، وسفيرة فلسطين في كندا منى أبو عمارة، والباحث الفلسطيني د. سلمان أبو ستة،  فيما أدارت الندوة مريم أبو سمرة، كبيرة الباحثين في منظمة ARDD، وتابعها أكثر من 1150 عضوًا من أعضاء ملتقى القانونيين من أجل فلسطين من جميع أنحاء العالم.

دانية مجيد: العنصرية ضد الفلسطينيين تعني أكثر من استهداف أولئك الذين يجرؤون على التحدث باسم الفلسطينيين

تناولت دانية مجيد في مداخلتها كيف تم إنشاء وصف العنصرية المعادية للفلسطينيين APR مؤكدة أنه “تقرر وضعه كوصف وليس كتعريف حتى لا يُنظر إليه على أنها شيء حاسم ونهائي… ومن أجل أن لا يتم استبعاد تجارب أي جهة والتي من الواضح أنها ستتنوع حسب السياقات”. مضيفة بأنه كان أحد أغراض هذا الوصف هو توفير أداة مناصرة للمجتمعات في الشتات للرد على جهود إسكاتهم.

وبحسب دانية، فإن الوصف الحالي يتعلق أكثر بكراهية الفلسطينيين ومناصريهم في الشتات ولا يشمل القمع الذي يمارس ضد الفلسطينيين داخل فلسطين. تأمل ديانا أن يؤدي هذا الوصف إلى “إنشاء مورد يتيح للفلسطينيين معرفة أن تجاربهم مرئية، وأنها حقيقية، وأنها ليست فقط في عقولهم. إنها تجربة جماعية ومشتركة ولها وصف واسم “وهو ما سيساعد الفلسطينيين ومناصريهم في نهاية المطاف على التحدث بثقة أكبر عن العنصرية التي يواجهونها حيث يشعرون بمزيد من التمكين والدعم”.

أبيجيل ب. باكان: العنصرية المعادية للفلسطينيين مغلفة باتهامات كاذبة بمعاداة السامية

من جانبها، تناولت البروفيسورة أبيجيل ب. باكان مظهراً مختلفاً للعنصرية ضد الفلسطينيين. ورأت أن جميع أنواع العنصرية في العصر الحالي غالبًا ما يتم ترميزها وتغليفها، وأن هذا الترميز يتخذ أشكالًا مختلفة، مؤكدة بأن الاتهامات الزائفة بمعاداة السامية هي إحدى الطرق التي يتم بها تغليف العنصرية ضد الفلسطينيين. وجادلت باكان بأن إساءة استخدام معاداة السامية، مثل منع أي انتقاد لدولة إسرائيل، جعلت الفلسطينيين وحلفاءهم تحت طائلة الإسكات عند إجراء أي محادثات حول فلسطين.

وتناولت البروفيسورة باكان كيف أن مفهوم العنصرية المعادية للفلسطينيين (العنصرية ضد الفلسطينيين APR) والتقرير الذي يتناول هذه الظاهرة يوفران خطوة مهمة لتحديد ومحاربة المحو المتعمد والمدعوم لحياة الفلسطينيين وخبراتهم وتاريخهم وحقوقهم وإسهاماتهم وحقائقهم من السياسة العالمية وإنتاج المعرفة. ومن مظاهر ذلك، بحسب باكان، الغياب العميق لفلسطين عن التعليم ما بعد الثانوي، الأمر الذي أدى عمداً إلى محو أي ذكر لفلسطين في أي من المناهج الدراسية حتى تلك الخاصة بالعلوم السياسية، التي من المفترض أن تدرس سياسات العالم، وحتى عندما تكون حالة فلسطين مناسبة تمامًا لسياق الدراسة.

رمزي بارود: الفلسطينيون الذين يعيشون في فلسطين والذين يعيشون خارجها يجدون أنفسهم جميعا في مواجهة نفس النوع من التجارب

ووصف رمزي بارود ارتباط العنصرية بنزع الصفة الإنسانية التي كانت فكرة تتبناها الحركة الصهيونية لمحو التاريخ الفلسطيني والفلسطينيين. وأوضح أن “وسائل الإعلام الغربية والأكاديمية والاستخبارات وما إلى ذلك هي من نواح كثيرة انعكاس لتلك العقلية العنصرية القائمة التي تحكم علاقة إسرائيل بالفلسطينيين”.

وكنتيجة لاحتضان المنظور الإسرائيلي هذا، لا يُقابل الفلسطينيون ببيئة محايدة يمكنهم من خلالها تقديم وجهة نظرهم والدفاع عنها كجزء من حوار ثقافي ونقاش دولي “لا يوجد نقاش على الإطلاق لأنه لا أحد يستفيد من الشك، بل يتعرض للهجوم والاتهام والتهميش” يقول بارود.

وأوضح بارود أن استطلاعات الرأي الأخيرة القادمة من إسرائيل توضح وجهة النظر العنصرية لدى الإسرائيليين عن الفلسطينيين في فلسطين وإسرائيل والشتات. حيث يرتكز التفكير السياسي الإسرائيلي والانتخابات على هذا الأساس وهو حجر الزاوية لمعاداة الفلسطينيين APR. وبالتالي، فإن تقديم تعريف لـ APR هو خطوة محورية من مجرد إبراز نوع العنصرية والتحيز والتهميش ونزع الصفة الإنسانية إلى مجال جديد تمامًا يتمثل بوجود تعريف فلسطيني يتوافق مع الفطرة السليمة والقانون الدولي والقانون الإنساني والقانون المدني لأي مجتمع معين. أضاف بارود: “إنه يُظهر أننا أيضًا قادرون على محاسبة العنصريين”.

ياسمين أبو لبن: إطار عمل معاداة الفلسطينية (العنصرية ضد ما هو فلسطيني APR) يجمع تجارب الفلسطينيين من مختلف الأماكن الجغرافية

من جانبها، ذكرت ياسمين أبو لبن أنه أثناء التفكير في كيفية مكافحة العنصرية، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى بأن هناك حاجة للتفكير في صور محددة من العنصرية. لذلك، فإن إطار العمل الذي قدمته رابطة المحامين العرب الكنديين ACLA ومن خلال هذه المناقشة يأتي في الوقت المناسب، وهو بنّاء، ويساهم بشكل كبير في تحقيق المطلوب. وأضافت بأن إطار عمل معاداة الفلسطينية APR يتضمن عناصر تجمع تجارب الفلسطينيين عبر المساحات الجغرافية المختلفة: الخط الأخضر وتحت الاحتلال وفي الشتات. هذه القوة الموحدة مهمة لأن حوالي ثلاثة أرباع الفلسطينيين لا يستطيعون زيارة وطنهم وأولئك الذين يعيشون هناك يعيشون تحت حالة من التهشيم.

وأنهت أبو لبن مداخلتها بإثارة العديد من النقاط التي تحتاج إلى بحث بما في ذلك نقطة البداية من حيث نشأة مفهوم العنصرية ضد ما هو فلسطيني APR كمفهوم والفترة التي يغطيها بالإضافة إلى موضع معاداة الفلسطينية ضمن المفاهيم الأخرى للعنصرية والتمييز.

وقد تمت مناقشة هذه الأسئلة وغيرها من قبل المتحدثين والحضور بصورة غنية وشاملة.