الإبادة الجماعية المستمرة في غزة: دعوة للعمل العالمي الفوري
إعداد:
إحسان عادل
مؤسس ورئيس منظمة القانون من أجل فلسطين – المملكة المتحدة
كاثرين غالاغر
كبيرة المحامين في مركز الحقوق الدستورية CCR – الولايات المتحدة
لقراءة أو تحميل هذا المقال بنسخة بي دي اف، انقر/ي هنا
مقدمة
في مواجهة العاصفة، قام مؤخراً 800 من العلماء البارزين وخبراء الإبادة الجماعية، بما في ذلك علماء يهود، بدق ناقوس الخطر، محذرين العالم من إبادة جماعية وشيكة تلوح في الأفق في قطاع غزة على أيدي القوات الإسرائيلية. هذه الدعوة الواضحة للعمل هي غير مسبوقة، تماما مثل الوضع المأساوي الذي حذرت منه.
وما يجعل هذا التحذير استثنائيا ومخيفا في الوقت نفسه هو أن الموقعين شملوا خبراء وأكاديميين حول العالم لم يكن من الممكن تصور توقيعهم قبل بضع سنوات على مثل هكذا نداء، ومع ذلك فقد توصلوا إلى هذا الإجماع الكئيب. إنه ليس ادعاءً يمكن الاستخفاف به، ولكنه الواقع الذي يتكشف على الأرض وهو يجبرنا على مواجهة هذه الحقيقة المروعة، حقيقة الإبادة الجماعية.
ومنذ ذلك التحذير، لم يزدد الوضع في غزة إلا سوءا. يستمر عدد الضحايا في الارتفاع، ويتفاقم ذلك بسبب الضغط الشديد على المرافق الطبية بسبب نقص الوقود والكهرباء. يؤدي تدمير الوصول إلى الإنترنت إلى زيادة عزلة السكان. بالإضافة إلى ذلك، يستمر الغزو البري لقطاع غزة الصغير، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان النازحين بالفعل والمصابين بالصدمة والرعب.
فهم الإبادة الجماعية
لكي نفهم حجم ما يحدث في غزة، يتعين علينا أن ننتقل إلى الأطر القانونية الرئيسية التي تعرّف الإبادة الجماعية. توفر المادة 6 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والمادة 2 من اتفاقية الإبادة الجماعية المخطط التفصيلي لذلك. تتضمن الإبادة الجماعية الأفعال المرتكبة بقصد محدد لتدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، سواء كليًا أو جزئيًا. وتشمل هذه الأفعال قتل أعضاء الجماعة، وإلحاق الأذى الجسيم بهم، أو فرض ظروف معيشية تهدف إلى التدمير الجسدي للجماعة كليًا أو جزئيًا، من بين أفعال أخرى. ومن الجدير بالذكر أن “المجموعة” المستهدفة يمكن أن تكون جزءًا محدودًا جغرافيًا من المجموعة، أي، مثلا: 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
إن واقع غزة المدمر يعكس مكونات الإبادة الجماعية آنفة الذكر، حيث ترسم الأفعال والخطابات الإسرائيلية صورة إبادة. وعلى الرغم من بعض الادعاءات العرضية بأنها تستهدف حماس فقط، فإن سلوك إسرائيل يكشف عن عدوان شامل على سكان غزة بالكامل. وفي الأسبوع الأول فقط من هذا الهجوم الذي لا هوادة فيه، سقط على غزة أكثر من 6000 قنبلة – وهو ما يعادل تقريباً ما أسقطته الولايات المتحدة على أفغانستان في عام كامل. ومع ذلك، من الضروري أن نتذكر أن غزة هي بقعة صغيرة (365 كيلومترًا مربعًا) تُعرف بأنها واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم. وهذا في حد ذاته يرسم صورة خطيرة. إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المشؤوم بأن هذه “مجرد البداية” يجعلنا نفكر في ما قد تنطوي عليه “النهاية” في تصوره.
أعمال الإبادة الجماعية تتكشف
إن المشاهد المروعة على الأرض تشير إلى أن ما نشهده هو بلا شك إبادة جماعية. أكثر من 45% من المنازل دمرت أو تضررت، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون مدني. وفي وقت كتابة هذا المقال، تجاوز عدد الشهداء 10000 شخص، وكان من بينهم أكثر من 4400 طفل و2900 امرأة. تم الإبلاغ عن وجود 2,650 فردًا، بما في ذلك حوالي 1,400 طفل، في عداد المفقودين، وربما هم محاصرين أو متوفين تحت الأنقاض. علاوة على ذلك، فإن عشرات الآلاف من الجرحى يثقلون كاهل المرافق الطبية.
ولا تزال غزة تحت حصار كامل، “بلا كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا غاز”، حسب ما أمر به وزير الدفاع الإسرائيلي. ويشير قصف إسرائيل للمستشفيات واستهداف ألواحها الشمسية ومنع توصيل الوقود إلى نية منع الفلسطينيين من الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وقد تم بالفعل إغلاق أكثر من ثلث المستشفيات وثلثي مرافق الرعاية الصحية الأولية في غزة. إن رفض إسرائيل السماح بتقديم كميات كافية من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها – بما في ذلك الغذاء والماء – يشير إلى أنها مستعدة لتعريض السكان الفلسطينيين للمجاعة والمرض.
ومما يزيد الطين بلة أن التوجيهات الإسرائيلية تفرض الآن عمليات إجلاء واسعة النطاق في جميع أنحاء غزة. بعض السكان غير قادرين على الفرار بسبب مشاكل في الوصول، أو الإعاقات، أو الرفض التام للاقتلاع من بيوتهم مرة أخرى. بالنسبة لعدد كبير من اللاجئين في غزة، تثير هذه المشاهد ذكريات مؤلمة عن حوادث التهجير الماضية والنكبة.
وصفت هدى أبو دقة، التي تعيش عائلتها في غزة، كيف تحولت أحياء بأكملها، بما في ذلك المعالم البارزة والمناطق المركزية، إلى أنقاض. وتقول: “حتى مدينتي عندما شاهدنا فيديوهات لها، لم أتمكن من التعرف عليها، كنت أشاهد، ولم أعرفها إلا عندما رأيت نصبًا يحمل اسم المدينة”.
نية الإبادة الجماعية في الخطاب الإسرائيلي
تختلف الإبادة الجماعية عن الجرائم الأخرى، وتُعتبر “جريمة الجرائم”، وهي تتطلّب وجود نية تدمير المجموعة، كليًا أو جزئيًا، بغض النظر عن عدد القتلى الفعلي. وفي هذا الصدد، فإن الخطاب الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية يثير الانتباه بشكل خاص. حيث تستخدم التصريحات الرسمية لغة مهينة للفلسطينيين وترفع الصفحة الإنسانية عنهم، مما يشير إلى نية لارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، بل وإبادة جماعية.
إن الإشارة الصادمة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الفلسطينيين باعتبارهم “حيوانات بشرية” يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى إعلانه عن عمل عسكري غير مقيد، تشير بقوة إلى وجود نية لقتل وتدمير السكان الفلسطينيين في غزة على نطاق واسع. وحذا حذوه رئيس منسق الأنشطة الحكومية في الجيش الإسرائيلي في المناطق، اللواء غسان عليان، مهددا سكان غزة: “أنتم تريدون الجحيم، ستحصلون على الجحيم”. وكررت شخصيات إسرائيلية أخرى هذا الخطاب. في 29 أكتوبر/تشرين الأول، استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النصوص اليهودية المقدسة لتبرير قتل الفلسطينيين. قال: “عليك أن تتذكر ما فعله عماليق بك، يقول كتابنا المقدس”، مقتبسًا آية تقول: “الآن اذهب واضرب عماليق… اقتل رجلاً وامرأة، وطفلا”.
إن وجود لافتات عامة في المدن الإسرائيلية تدعو إلى “إبادة غزة” يثير المخاوف بشأن حدة هذا الشعور لدى بعض شرائح المجتمع الإسرائيلي. وعلى الرغم من بعض الادعاءات العرضية بأن الهدف الوحيد هو حماس، فإن الدمار الواسع النطاق وتأثيره على المدنيين يؤكد أن الهدف يتجاوز مجرد الحق المزعوم في الدفاع عن النفس.
في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، قال وزير التراث الإسرائيلي أميهاي إلياهو إن أحد خيارات إسرائيل في غزة هو إسقاط قنبلة نووية. وأوضح أيضًا أنه لا ينبغي تقديم أي مساعدات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين لأنه “لا يوجد مدنيون غير متورطين في غزة”. وبينما واجه تصريحه انتقادات من المسؤولين الإسرائيليين، فإن الانتقادات التي أثيرت تركزت في المقام الأول على التأثير المحتمل لهذه التصريحات على “صورة إسرائيل”، بدلاً من الاعتراف بالآثار الخطيرة لمثل هذه التصريحات كأداة محتملة للإبادة الجماعية.
وعلى حد تعبير خبيرة الإبادة الجماعية والناجية من الإبادة الجماعية في البوسنة، أرنيسا بوليوسميك-كاستورا، “هذا النوع من الخطاب ليس نادرا عندما يتعلق الأمر بحالات الإبادة الجماعية. من الواضح أنه واحد من أهم المراحل عندما تفكر فيه حقًا، وسماع اللغة اللاإنسانية بشكل علني والتي يتم التحدث بها بحماس كبير في وسائل الإعلام من قادة الحكومة، ومن الأشخاص العاديين أيضًا، أمر مرعب، وكل ذلك يقودنا إلى حيث نحن. ما يحدث الآن هو حقيقة أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية”.
نموذج الإبادة الجماعية في غزة/عموم فلسطين
في حين أن الإبادة الجماعية في غزة/عموم فلسطين لها سمات مركزية تشترك فيها مع حالات الإبادة الجماعية السابقة الأخرى في العالم، إلا أن هناك أيضًا عناصر خاصة فريدة بها. ومن بين هذه السمات المميزة الاحتلال الدائم، والحصار الذي لا هوادة فيه، والنسبة المذهلة من الناس التي نزحت بالفعل، وسوء استخدام خطاب المحرقة المتكرر من قبل إسرائيل وبعض حلفائها. هذه الرواية الملتوية تصور الفلسطينيين بشكل خاطئ على أنهم مساوون للمجرمين الذين يدينهم التاريخ.
تحت ستار ما يسمى بنازية الفلسطينيين (Nazification of Palestinians أي تشبيه الفلسطينيين بالنازيين)، يتم تصوير إسرائيل، الدولة القوية ذات الحكم الاستعماري الاستيطاني وأطول احتلال في التاريخ الحديث، كدولة ضحية في مواجهة الشر المحض والفلسطينيين غير الإنسانيين – “النازيين.”
بالإضافة إلى ذلك، في قلب هذه المأساة يكمن خطاب التجريد من الإنسانية، الذي يُستعمل كاستراتيجية وكنتيجة، وهو أقرب إلى التكتيكات التي شوهدت في حالات الإبادة الجماعية الأخرى. إن الخطاب الطويل الأمد المناهض للفلسطينيين، والمستمر منذ نشأة الصهيونية، ينكر بشكل منهجي وجود الفلسطينيين وحقوقهم. لقد أدت رواية “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض” إلى محو شعب بأكمله، إلى جانب تاريخه المشترك وتراثه ومظالمه.
ومن الضروري فهم هذا الجانب المتميز والاعتراف بالحاجة إلى فهم أكثر شمولاً للعوامل المؤثرة بينما نواجه الأزمة في غزة ونستجيب لها. هذه الأزمة المتصاعدة ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من تاريخ طويل من الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة، مع نية وممارسات الإبادة الجماعية التي تستهدف المجتمعات الفلسطينية الأخرى، كما لوحظ بشكل واضح في الضفة الغربية، مع دعوات صريحة لمسح قرى بأكملها. إن أشباح أعمال الإبادة الجماعية السابقة التي ارتكبت ضد الفلسطينيين، والتي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1982، تلوح في الأفق من جديد.
التحذيرات تتزايد: من الماضي إلى الحاضر
وحتى قبل التصعيد الحالي، كان قطاع غزة موضع قلق، مما أثار مناقشات حول احتمال وقوع إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. لقد دقت هيئات مثل نقابة المحامين الوطنية، ومحكمة راسل بشأن فلسطين، ومركز الحقوق الدستورية، أجراس الإنذار على مر السنين. وقد وجد تحليل الباحثين في دراسات المحرقة والإبادة الجماعية أن تصرفات إسرائيل وتصريحاتها الرسمية تتوافق مع تعريف الإبادة الجماعية المنصوص عليه في اتفاقية الإبادة الجماعية.
وفي ضوء الوضع الحالي، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز عن قلقها البالغ، مشيرة إلى أن الوضع المستمر قد يشبه نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، وإن كان على نطاق أوسع. وشددت على واجب المجتمع الدولي في منع تكرار هذا الأمر، مشددة على أن مبررات إسرائيل للدفاع عن نفسها قد ترقى في الواقع إلى مستوى التطهير العرقي. وأصدر فريق من خبراء الأمم المتحدة المستقلين مؤخراً تحذيراً من الإبادة الجماعية، مكرراً عشرات التحذيرات السابقة التي أطلقتها منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية منذ بداية الأحداث الأخيرة.
دعوة للعمل: شعار “لن يحدث ذلك مرة أخرى” وقته الآن
لقد قوبلت أحداث السابع من أكتوبر بصدمة كاملة من المجتمع الدولي، بما في ذلك المسؤولون ووسائل الإعلام الغربية، الذين على ما يبدو لم يروا أيًا من هذا قادمًا منذ ما يقرب من عقدين من الحصار لأكثر من مليوني شخص، تحت شعار “الحرب على الإرهاب”، في سجن مفتوح تم اعتباره من قبل الأمم المتحدة غير صالح للعيش منذ عام 2020. وتجاهلاً لهذا السياق، قرر المجتمع الدولي بشكل غير دقيق النظر إلى نقطة الانطلاق لهذا التصعيد اعتباراً من 7 تشرين الأول/أكتوبر، ومنح الضوء الأخضر لإسرائيل لاستخدام قوتها الكاملة ضد 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر، نصفهم تقريباً تحت ال18 من عمرهم. لقد هيمنت المحادثات حول الدفاع عن النفس لإسرائيل على خطابات السياسة الغربية، مع أدنى قدر من الاهتمام بحياة البشر والالتزام بقواعد الصراع المسلح، ناهيك عن الاحتلال العسكري الذي دام 56 عاما والحصار الذي فرض على غزة لمدة 16 عاما. ويشكل هذا خللاً أساسياً في تقييم هذه الأحداث، وبالتالي في القدرة على معالجة أسبابها الجذرية، كما أشار بمهارة الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه الأخير أمام مجلس الأمن. ولم يكن من المستغرب أن يثير هذا الانحراف الذي قام به الأمين العام عن السرد الغربي السائد احتجاجات إسرائيلية شديدة، لأن هذا السرد يتناقض مع الخطاب اللاإنساني الذي تعتمد عليه إسرائيل لتبرير أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
كان المقصود من الدروس المستفادة من المحرقة أن تكون بمثابة ضمانات ضد عنف الدولة والإبادة الجماعية، وخاصة بالنسبة للفئات الضعيفة مثل الفلسطينيين. لكن ما نشهده اليوم هو حملة عالمية غير مسبوقة لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، مما يدفع برواياتهم وتجاربهم وتاريخهم إلى الهامش. تاريخيًا، كان إطلاق مثل هذه الحملات في كثير من الأحيان بمثابة مقدمة للإبادة الجماعية. لذلك، من الضروري استعادة إنسانية الشعب الفلسطيني، والاعتراف بتاريخه المشترك وحقوقه كشعب، ووضع حد للإبادة الجماعية التي تتكشف أمام أعيننا.
إننا نشهد تزايداً سريعاً في المشاعر المعادية للفلسطينيين، ليس في إسرائيل فحسب، بل أيضاً في العديد من الدول الأوروبية، وهو ما يظهر بوضوح في كيفية تعامل السلطات مع المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني. ويتعين على المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذا الأمر بنفس القوة التي يتعامل بها مع معاداة السامية، مع الاعتراف بالعواقب الخطيرة التي تنطوي عليها هذه الأعمال.
في حين أن اتفاقيات جنيف لعام 1949 تطالب جميع الدول الأطراف “باحترام وضمان احترام” هذه الاتفاقيات في جميع الظروف، فإن اتفاقية الإبادة الجماعية تضع التزاما قانونيا على كل دولة عضو لمنع ومعاقبة حتى محاولة ارتكاب هذه الجريمة البشعة، دون انتظار اكتمال أركانها – وهو الواقع المرير الذي نشهده اليوم.
“لن يحدث ذلك مرة أخرى أبدًا” كان المقصود منه أن يكون تحذيرًا للأجيال القادمة، ومع ذلك فقد شهدنا حدوث إبادات جماعية منذ المحرقة، والتي قوبلت بصمت عالمي. لقد حان الوقت لجعل شعار “لن يحدث ذلك مرة أخرى أبدا” مبدأً حيًا، ودعوة عاجلة للعمل.
في غزة، شعار “لن يحدث ذلك مرة أخرى” وقته الآن