في ندوة رفيعة المستوى عبر الإنترنت: ملتقى القانونيين من أجل فلسطين يناقش تطورات -أو عدم وجود تطورات- في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية ومستقبلها
نظمت منظمة القانون من أجل فلسطين وبالشراكة مع منظمة النهضة العربية للحقوق والتنمية (ARDD) لقاء عبر الإنترنت بعنوان “لماذا غابت فلسطين عن المحكمة الجنائية الدولية؟ ما التطورات؟ وما المطلوب؟”.
ناقشت الندوة، والتي تأتي ضمن الندوات الشهرية ل “ملتقى القانونيين من أجل فلسطين” آخر التطورات في ملف فلسطين المعروض على المحكمة الجنائية الدولية، وذلك منذ صدور حكم الدائرة التمهيدية للمحكمة العام الماضي والذي قضى باختصاص المحكمة وفتح الباب للمضي قدمًا في فتح تحقيق في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتم تسليط الضوء على الوتيرة المقلقة و “عدم منح الأولوية” للقضية، ودراسة أسباب هذا التأخير وسبل إعادة القضية إلى مسارها الصحيح.
وقد عقدت الندوة عبر الإنترنت يوم الأحد 26 يونيو/حزيران 2022 عبر Zoom واستضافت أربعة أكاديميين ومحامين دوليين وهم المحامي ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني، والباحث القانوني البروفيسور جون كويغلي، والمحامي الدولي وعضو الفريق الممثل للضحايا الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية تريستينو مارينييلو، والأستاذة المساعدة والمساهمة في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية جوليا بينزاوتي. هذا إلى جانب 35 مشاركًا من أكاديميين وباحثين وأعضاء في ملتقى القانونيين من أجل فلسطين.
وقد أدارت الندوة ديانا بوتو، المستشارة القانونية والمحللة في معهد تفاهم الشرق الأوسط (IMEU)، وتابعها أيضًا أكثر من 1100 عضو في ملتقى القانونيين من أجل فلسطين من جميع أنحاء العالم.
لن يكون الفلسطينيون “ضحايا جيدين” لأي شخص، لا للإسرائيليين ولا للمدعي العام
في مداخلته، أوضح المحامي الدولي ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ممثلاً للمجتمع المدني، راجي الصوراني، التحديات التي تواجه فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية منذ تفاعلها الأول مع المحكمة في عام 2006 وحتى اليوم. وتحدث الصوراني عن الجهود الضخمة التي يبذلها المجتمع المدني الفلسطيني لدفع التحقيق إلى الأمام وتزويد المحكمة الجنائية الدولية بتقارير قانونية لا تقدر بثمن. وأوضح الصوراني أنه على الرغم من أن المدعي العام كريم خان لم يقبل أبدًا مقابلة الفريق القانوني الفلسطيني، إلا أن الفريق لا يزال منعقدا بهدف: (1) تبادل المعرفة والتطورات والتغييرات في المعلومات بين الأكاديميين والمحامين والخبراء من فلسطين وخارجها، (2) وضع استراتيجية الفريق القانوني بشأن الخطوات التالية، و (3) معالجة ومناقشة التناقضات بين كيفية تعامل المحكمة مع الوضع في أوكرانيا مقابل الوضع الفلسطيني في الميزانية، والموظفين، والزيارات الشخصية، والمقابلات، والعقوبات، إلخ على الرغم من أوجه التشابه الملحوظة بين الحالتين.
واختتم الصوراني بقوله: “أوضح الفلسطينيون أنهم لن يكونوا ضحايا جيدين لأي شخص، لا للإسرائيليين ولا للمدعي العام كريم خان. سنواصل السعي لتحقيق العدالة والكرامة ونريد أن نرى تحركًا في المحكمة الجنائية الدولية بشأن القضية الفلسطينية. إذا لم يحدث ذلك، فلن نصمت”.
تأخير العدالة إنكار للعدالة، ويجب أخذ الجرائم ضد الإنسانية بعين الاعتبار
من جانبه، تحدث المحامي الدولي وعضو الفريق الممثل للضحايا الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية، تريستينو مارينييلو، عن موقف الفريق القانوني من آخر التطورات في المحكمة الجنائية الدولية وسلط الضوء على تأثير بطء وتيرة التحقيق على الضحايا.
وأوضح مارينيلو أن الضحايا في فلسطين رحبوا بحماس كبير بقرار المدعي العام السابق بفتح التحقيق، هذا لأنه لا توجد بدائل للفلسطينيين من ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث لا توجد إمكانية لتحقيق العدالة المحلية أو المساءلة من قبل المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي لا ترغب في معالجة أخطر انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. هذا الشلل الذي أصاب المحكمة الجنائية الدولية هو خيبة أمل كبيرة للعدالة وللضحايا لأن تأخير العدالة هو إنكار لها.
علاوة على ذلك، ناقش مارينيلو كيفية استبعاد المحكمة للجرائم ضد الإنسانية وقصر التحقيق على عدد قليل من القضايا، مما يؤدي إلى فقدان السياق الضروري دائمًا. إن استبعاد الجرائم ضد الإنسانية يعني استبعاد الجرائم التي تم توثيقها على نطاق واسع من قبل المنظمات الدولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
الافتقار إلى التعاون والإرادة السياسية من العقبات الرئيسية التي تؤدي إلى “عدم إعطاء الأولوية” للقضية الفلسطينية
من جهتها، ناقشت جوليا بينزوتي في مداخلتها العقبات التي تحول دون تقدم قضية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية. وذكرت أن المعايير الرئيسية لاختيار القضايا من قبل المحكمة الجنائية الدولية هي الجسامة، وتشمل المعايير الأخرى درجة مسؤولية الجناة المزعومين والتهم المحتملة.
وبحسب بينزاوتي، هناك عدة عقبات تمنع حاليًا تحقيق فلسطين من المضي قدمًا وأن تكون أولوية قصوى مثل الحالات الأخرى كأوكرانيا. وتشمل هذه الافتقار إلى التعاون المرتبط باحتمالات تنفيذ أوامر الاعتقال أو الاستدعاء، وخطر رد الفعل العكسي من قبل عدد كبير من الدول الأعضاء التي تعارض التحقيق في فلسطين. ولفتت بينزوتي إلى إنه حتى بلد جنسية المدعي العام الجديد نفسه لا تحبذ التحقيق، في إشارة إلى المملكة المتحدة.
من الجانب المشرق، قالت بينزاوتي إن “هناك أسبابًا مقنعة للمكتب للمضي قدمًا في التحقيق في فلسطين، لأن التأخير قد يفتح على المحكمة اتهامات التدخل السياسي، ويرسل رسائل مربكة إلى الضحايا والشهود، ويقوض الثقة في النظام بأكمله”.
إذا استسلمت المحكمة لما تريده الدول القوية، فإن سمعتها ستكون بالتأكيد على المحك
وجادل العالم القانوني البارز البروفيسور جون كويجلي بأن هناك إمكانية كبيرة لوضع فلسطين في أعلى السلم فيما يتعلق بمعايير اختيار القضية محل النظر. على وجه التحديد، لا تتطلب قضية المستوطنات قدرًا كبيرًا من التحقيق، حيث إن عدم شرعيتها واضحة والأشخاص الذين ستتم محاكمتهم هم ببساطة أعضاء في مجلس الوزراء الإسرائيلي، على حد قوله.
هذا بالإضافة إلى حالة رفض حق العودة تحديدًا لضحايا غزة الذين لا يُسمح لهم بالعيش في بلدهم. تقع هذه الجريمة مباشرة تحت الاضطهاد والفصل العنصري في المادة 7 من نظام روما الأساسي. وقال كويغلي إن “هذا الأمر يتطلب تحقيقًا ضئيلًا للغاية”. وأضاف كويغلي أنه إذا لم تتابع المحكمة هذا التحقيق، فمن المؤكد أنها ستخاطر بسمعتها.
يشار إلى أن هذه الندوة عبر الإنترنت تأتي ضمن سلسلة الندوات الشهرية لملتقى القانونيين من أجل فلسطين، التابع لمنظمة القانون من أجل فلسطين. يعقد الملتقى هذه الندوات التي تجمع الخبراء والباحثين الدوليين والطلاب والحقوقيين والمهتمين بفلسطين من مختلف دول العالم لمناقشة الموضوعات والتطورات المتعلقة بالقانون الدولي وفلسطين، بالإضافة إلى تحقيق التواصل الفعال بين الحقوقيين المهتمين بفلسطين من جميع أنحاء العالم.
* للاطلاع على الملخص الكامل لهذه الندوة، لطفا انقر/ي هنا
* لحضور الندوات الشهرية القادمة لملتقى القانونيين من أجل فلسطين، يمكنك التسجيل عبر الرابط التالي “هنا”
تطورات فلسطين الجنائية الدولية تطورات قضية فلسطين في الجنائية الدولية آخر تطورات قضية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية