وجاء هذا التدريب في ضوء التحديات المتعددة التي تواجهها قضية فلسطين -ولا زالت- في مسارها الشائك أمام المحكمة الجنائية الدولية، حيث هدف إلى نشر ثقافة القانون الدولي وسياق تأسيس واختصاصات المحكمة الجنائية الدولية واستعراض تطورات قضية فلسطين المنظورة في المحكمة، والآفاق المتوقعة للقضية. واستهدف البرنامج التدريبي المحامين ومؤسسات حقوق الإنسان وطلبة وخريجي العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقانون، إضافة إلى موظفي السلطات الوطنية والاتفاقيات المتعلقة بفلسطين والمحكمة الجنائية الدولية، والأفراد الذين يعملون في المنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث في التخصصات ذات الصلة.

وافتتح اللقاء في اليوم الأول إحسان عادل، رئيس منظمة القانون من أجل فلسطين، الذي رحب بدوره بالحاضرين وأشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه محلياً وإقليميا ودولياُ، وأكد على ضرورة تعزيز الوعي القانوني والنقاش حول قضية فلسطين والمحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج ما هو إلا مقدمة لبرامج متخصصة عديدة تأتي في إطار عمل المنظمة على تدريب المهتمين بالقانون الدولي في العالم على التعامل مع الموضوعات التي تحيط بقضية فلسطين في القانون الدولي، داعيا المشاركين إلى متابعة والاستفادة من مواد الجنائية الدولية التي تترجمها منظمة القانون من أجل فلسطين وتنشرها على موقعها، والتي تمثل مراجع هامة جدا لكل القانونيين والباحثين المهتمين بقضية فلسطين.

وفي اليوم التدريبي الأول الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، تناول د.أحمد خليفة، الأستاذ المساعد في القانون الجنائي الدولي بمصر وخبير القانون الدولي الإنساني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سياق تأسيس المحكمة الجنائية الدولية في سياق السعي نحو تحقيق نوع من العدالة الجنائية الدولية، والعلاقة بين القانون الجنائي الدولي والدولي الإنساني وحقوق الإنسان. وتطرق د. خليفة إلى آليات عمل المحكمة، بما في ذلك اختصاصها وأحكام المقبولية، وقواعد المسؤولية التي تحتكم إليها المحكمة وفق ميثاق روما، وأخيراً النجاحات والتحديات التي واجهتها وتواجهها المحكمة اليوم.

وفي اليوم التدريبي الثاني، السبت 26 سبتمبر/أيلول، والذي كان بعنوان “مسار قضية فلسطين لدى المحكمة الجنائية الدولية”، تحدث إحسان عادل، مؤسس ورئيس منظمة القانون من أجل فلسطين والمدرب المعتمد بامتياز من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجامعة الدول العربية، عن تاريخ وحاضر قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية منذ عام 2009 وحتى اليوم، بما في ذلك قضية سفنية مافي مرمرة التي كانت تقدمت بها جزر القمر، ثم الإحالة الأخيرة التي تقدمت بها فلسطين للمحكمة في العام 2018 والمتعلقة بالأراضي الفلسطينية، ومنعطفات القضية وآخر تطوراتها، بما في ذلك الجدالات والدفوع التي تم تقديمها للمحكمة بخصوص القضية وردود الادعاء العام للمحكمة عليها.

وكان اليوم الثالث والأخير 27 سبتمبر/أيلول 2020، مع د. معتز قفيشة، أستاذ القانون الدولي وأحد الذين قدموا مرافعة كتابية أمام المحكمة الجنائية الدولية في قضية فلسطين والمستشار القانوني الحالي والسابق لعدة هيئات دولية، والذي تحدث عن التحديات والآفاق المستقبلية لقضية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية. وناقش د. قفيشة أهم حجج أصدقاء المحكمة والحجج المقابلة لها بخصوص قضية فلسطين المنظورة أمام المحكمة، واستعرض الورقة التي قدمها للمحكمة بالنيابة عن نقابة المحامين الفلسطينيين حول محددات إقليم فلسطين، والتوقعات المستقبلية للقضية، وأخيراً تطرق د. قفيشة للقضايا أو الجرائم التي يمكن إثارتها أمام المحكمة بخصوص قضية فلسطين والتي تحتاج إلى دراسة وتحليل.

وفي نهاية البرنامج، تم التقاط صورة جماعية للمشاركين الذين أكدوا على أهمية مثل هذه الدورات لرفع كفاءاتهم وتنمية قدراتهم في القانون الدولي وتزودهم بالمعرفة للآليات المتبعة بعمل المحكمة الجنائية الدولية، لخلق تغيير حقيقي في المجتمع الدولي.