ندوة عبر الإنترنت تستكشف أسرلة التعليم الفلسطيني في القدس: التحديات والآثار ومنظورات القانون الدولي
في 25 أيلول/ سبتمبر، نظمت منظمة القانون من أجل فلسطين، ومركز العمل المجتمعي – جامعة القدس، ومنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (ARDD)، ندوة عبر الإنترنت بعنوان “احتلال العقول وصياغة مستقبل الأجيال: أسرلة التعليم الفلسطيني في القدس”. وسلطت الندوة الضوء على التحديات التي تواجهها المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية، بسبب السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى محو الهوية الفلسطينية.
استضافت الندوة، التي أدارها منسق وحدة المناصرة الدولية في مركز العمل المجتمعي، منير مرجية، أربعة متحدثين: المحامية سوسن زهر، محامية في مجال حقوق الإنسان؛ والأستاذة نوريت بيليد الحنان، محاضرة في كلية ديفيد يلين الأكاديمية؛ د. سميرة عليان، محاضرة وباحثة أولى في الجامعة العبرية في القدس؛ ود. فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
المحاولات الإسرائيلية للمحو والتأثير على التعليم الفلسطيني:
وتناولت المحاضرة التي قدمتها د. سميرة عليان التحديات المتعددة الأوجه التي تواجهها المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية، بسبب الجهود المنهجية التي تبذلها إسرائيل لمحو الهوية الفلسطينية. منذ ضم القدس الشرقية من جانب واحد في عام 1967، استخدمت إسرائيل مجموعة من التدابير، من العنف الجسدي إلى التغييرات الطفيفة، مثل تغيير أسماء الشوارع من العربية إلى العبرية. وتشكل هذه الإجراءات جزءًا من هدف إسرائيل الأوسع المتمثل في الحفاظ على أغلبية يهودية وهيمنتها في القدس، مما يستدعي سيادة إسرائيلية دائمة على الأراضي التي ضمتها. وسلطت د. عليان الضوء على التأثير العميق لهذه السياسات على النظام التعليمي الفلسطيني، وهو عنصر حاسم في تشكيل الرواية الوطنية والحفاظ على الهوية الفلسطينية الجماعية.
الخطة الإسرائيلية للتعليم الفلسطيني في القدس الشرقية:
وركز الجزء الذي قدمته السيدة سوسن زهر على الخطة الإسرائيلية المثيرة للقلق التي بدأت في عام 2014، والتي تهدف إلى دمج الفلسطينيين في المجتمع الإسرائيلي من خلال تطبيق المنهج الإسرائيلي في القدس الشرقية. وتسعى استراتيجية الضم هذه إلى السيطرة ليس على الأرض فحسب، بل على عقول الفلسطينيين أيضًا. وأوجزت زهرخطة الخمس سنوات لعام 2018، التي ركزت على تعميق المعرفة باللغة العبرية، وتعزيز التعليم التكنولوجي، وتحفيز اعتماد المنهج الإسرائيلي. والآن، تعمل خطة الخمس سنوات لعام 2023، والتي تم تأكيدها في أغسطس 2023، على توسيع هذه الجهود لتشمل مختلف القطاعات. والأهم من ذلك، أن الخطة تعمل ضمن إطار قانوني يعتبر القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي. وسلط عرض زهر الضوء على الدوافع السياسية والأدوات القانونية وراء الخطة، مثل القانون الأساسي للقدس والقانون الأساسي للدولة القومية اليهودية. وتمتد الآثار إلى ما هو أبعد من التعليم، لتؤثر على التوظيف والصحة والبنية التحتية، وتعرض محاولة شاملة لإعادة تشكيل المشهد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في القدس الشرقية.
تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في الكتب المدرسية
وقد دققت المحاضرة التي قدمتها البروفيسورة نوريت بيليد الحنان في الأسس الأيديولوجية للكتب المدرسية الإسرائيلية، وكشفت عن دورها كأدوات سياسية في تشكيل وجهات نظر الطلاب العرب اليهود والفلسطينيين في إسرائيل. وسلطت الضوء على الجوانب المثيرة للقلق، بما في ذلك تصوير الفلسطينيين بطريقة تجردهم من إنسانيتهم، والاستخدام التلاعبي للخرائط لتعزيز رواية محددة، وتوظيف الخطاب العنصري والقوالب النمطية. وناقشت البروفيسور نوريت أيضًا “نازية الفلسطينيين – جعل الفلسطينيين كنازيين “Nazification of Palestinians”، من خلال تأطير أعمال المقاومة على أنها أعمال معادية للسامية وتشبيهها بالجرائم النازية. وتساهم الكتب المدرسية في نشر خطاب الضحية بين الإسرائيليين، مما يبرر القوة العسكرية ويديم وضعا أشبه بالفصل العنصري.
معالجة الفصل العنصري
واختتمت د. ألبانيز الندوة بالحديث عن التناقض الصارخ بين المبادئ القانونية في القانون الدولي والواقع القاسي الذي يواجهه الفلسطينيون. وشددت على انتهاكات الحق في التعليم المرتبطة بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي واضطهاده. ودعت إلى تدخل دولي جماعي لمعالجة هذه الانتهاكات ودعم حق الفلسطينيين في التعليم.